نحن شعب طربي بالفطرة .. كاتب سعودي : نفاد التذاكر المبكر حالة سعودية لافتة!

صحيفة المرصد : علق الكاتب الصحافي ,علي القاسمي, على عودة الحراك الفني والمسارح المعززة بالفن والموسيقى والكلمة واللحن بأنها لم تكن عودة عادية في الشارع السعودي الذي يتعاطى بحماسة منقطعة النظير مع أي حدث، هذه الحماسة تعكس رغبة صريحة في التنفس والخروج من قيود وتناقضات متراكمة صنعتها مراحل مختنقة من الشد والجذب.
وعلق الكاتب عن عودة الحراك الفني والمسارح أنه قابلها الفريقان الوحيدان في بطولة المشاغبات المحدثة سنوياً، فريق اول متعطش متفائل متحمس لهذه النقلة، ومؤمن بأن مشاوير السفر إلى الدول الجوار وحجز المقاعد الأولى في حفلات الغناء ومسارح الطرب ستصبح في نطاق ضيق لأن الساحة المحلية ستكون حاضنة لمنابع البهجة، فيما يستأسد الفريق الثاني صارخاً بأن ثمة مفاتيح للشر وحكايات للشك ومنافذ للخيبة والخوف ستطل مع كل هذا الترف والفرح ومناسبات الفن.
وأضاف الكاتب في مقاله المنشور في صحيفة "الحياة" : لا أرى أن أحداً مجبر على ان يكون في المسرح أو في مواجهة مباشرة مع القادمين لصناعة أجواء مختلفة تعطش لها جمهور سعودي عريض يؤلم خنقه أو نسفه من الخريطة الاجتماعية، ولنا فقط ان نتوقف عند جملة «نفاد التذاكر مبكراً» لأنها تؤكد ان العطش للفن والأغنية والموسيقى جدير بالاهتمام وتلبية الرغبات والنظر لزاوية الترفيه بشكل دقيق وعقلاني، فالتشدد والتهور في التفاعل مع أي حدث طبيعي لن يخرجا لنا سوى مآس وجيل ناقم على كل شيء، فنحن نقيده محلياً ونخنقه بكمية التحريم الهائلة ثم نفتح له في المقابل بوابات المطارات لنراه سيد فنادق المدن ورحالة أجوائها هارباً من جملة المماحكات والصراعات الطويلة العمر العديمة الفائدة. نحن بكل صدق شعب طربي بالفطرة حتى ونحن نشرد من قيد لآخر، موروثنا الشعبي طربي وفن آسر جاذب، اهازيجنا غنائية صريحة، نحب الأغنيات حد الحفظ والترديد وعشنا مع عمالقتها لحظات سرية تكشفها لحظات البوح السرية، وحين اردنا اضفاء مسحوق شرعي عليها قدمناها في قالب الشيلات لنعيد إحياءها بأصوات شجاعة على انقاض فكرة خجولة.
وأكد الكاتب على أن نفاد التذاكر المبكر يشرح كيف أن الفرح والطرب والانغماس مع لحظات الانتشاء حال سعودية لافتة، ولكم أن تبحثوا بعمق عن هذه الحال في رقصاتنا الشعبية ومناسباتنا الاجتماعية واحتفالاتنا الدائمة وإنتاجنا البشري ونجومية شبابيك الحنين والبذخ الفني.